مقالات

يونيو و مثلث الشر !

الرأي العام

أين كنا وكيف أصبحنا وكيف تحقق ذلك ؟ كنا دولة تصعد بسرعة كبيرة إلى الهاوية، وأصعب شيء يؤلم النفس هو التدخلات الأجنبية الكثيرة في شئون البلاد، وأخص بالذكر قطر وحماس والسفيرة الأمريكية ، انهم "مثلث الشر". كانت قطر ذات ذراع طويلة داخل البلاد ،ليس فقط بالزيارات المخابراتية والأموال الطائلة، التي تدخل مطار القاهرة دون تسجيل أو تفتيش، وتذهب مباشرة إلى مقر الإخوان في المقطم وجيوب النشطاء. ولكن أيضاً في السيادة الإعلامية لقناة الجزيرة، واستباحة الشأن المصري والتحريض المستمر على الغليان والفوضى والتخريب ،وتأليب المتظاهرين ضد سلطات الدولة، خصوصاً الجيش. كان الأوفياء يذرفون الدموع دماً، وهم يتابعون الكاميرات الشيطانية تعبث في الشوارع والميادين، وتبث الخراب والدمار، فهل هانت مصر عليهم وعلى الأشرار إلى هذا الحد. قال لي ضابط مصري متقاعد خاض حروب 67 و 73، أنه كان يدخل حجرته ويغلق على نفسه ويبكي بالدموع، حزناً على مصر العظيمة التي حماها أبناءها المخلصين بأرواحهم ودمائهم، ويدمرها الصغار والأشرار حقداً وغلاً. كانت الدماء تغلي في عروقنا، ونحن نشاهد إمارة صغيرة، تتآمر ضد أكبر دولة في المنطقة، وتحاول هدم تاريخها والسطو على مكانتها وحضارتها وعزتها وكبريائها، بتواطؤ عصابة إرهابية، أرادت أن تختزل شرعية الوطن في صناديقها المزيفة. وحماس .. ماذا فعلت مصر لكم غير المعروف والمحبة والتضحية من أجل فلسطين الحبيبة وجعلها قضية العرب الكبرى؟ لو سامحناكم في اختراق الحدود واقتحام السجون، فكيف نتسامح مع قتل جنودنا وضباطنا في سيناء؟، وكيف نتسامح في مشاعر الكراهية التي تهب علينا من جهتكم من حين لآخر؟ حماس، ويخفف من سحابتها السوداء، قلوب فلسطينية ومن أبناء غزة، يحبون مصر ويرفعون أعلامها، ولم يفكر جيشنا العظيم في أي لحظة أن يرد ، لأن لنا في فلسطين أهل في الدين والعروبة والكفاح المشترك، ولا يمكن أبداً أن تتلوث أيدينا بقطرة دماء واحدة لأخوة وأشقاء. مارجريت سكوبي سعدت جداً وأنا أستمع للسفير الأمريكي الحالي في القاهرة جوناثان كوهين وهو يتحدث عن مصر بحب وزهو، وفي لقاء جمعني به في منزله وأكد أنه جاء لبلدنا ليحفز كل أسباب الصداقة والتقارب ويعيد العلاقات إلى دفئها وحميميتها ، وانه يعرف جيدا قدر مصر . عكس السفيرة مارجريت سكوبي، التي ارتدت عباءة المندوب السامي، وأضمرت لمصر شراً وغلاً وحقداً وكراهية، وأساءت للعلاقات المصرية الأمريكية أبلغ إساءة، وكادت أن تدمر رصيد التعاون الاستراتيجي الذي أسسه الرئيس السادات مع رؤساء أمريكيين محبين لمصر ، ازحوا سحبا داكنة فى سماء العلاقات بين البلدين . سوف يأتي يوم يُرفع فيه الستار عن أدوار الشر لسكوبي وكلينتون وأوباما وكونداليزا، لتسليم مصر للجماعة الإرهابية، وجعلها "بؤرة الربيع العربي". وكانت إرادة الله فوق أيديهم، وانشقت الارض عن اوفياء ومخلصين استردوا وطنهم من بين انياب الذئاب .