أخبار مصر

المشير أحمد إسماعيل وزير حرب 6 أكتوبر.. أعاد تنظيم صفوف الجيش بعد حرب 67.. وأدار معركة النصر أمام العدو وكبده خسائر لن ينساها

المشير أحمد إسماعيل
المشير أحمد إسماعيل

تحتفل مصر والقوات المسلحة بمرور 47 عامًا، على ذكرى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، وتحرير سيناء من العدو الإسرائيلي، والتي قام باحتلالها عقب حرب 5 يونيو عام 1967، وقام المصريون طوال 6 سنوات، هي من الفترة 1967، حتى 1973، بالاستعداد لمعركة النصر المبين، والتي أنهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، الجيش الإسرائيلي، في السادس من أكتوبر عام 1973.
وعبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، في السادس من أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة في الوطن وهي سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترامهم للعالم، حيث تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين.

وتتميز سيناء بمكانتها الجغرافية وتاريخها الواسع، حيث إنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقارته وحضارته، وهي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا بين الشرق والغرب.
والمعروف عن سيناء أنها البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وهي البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية وجبالها الشامخة وشواطئها الساحرة ووديانها الخضراء وكنوز الجمال والثروة تحت بحارها، وفي باطن أرضها من «نفط ومعادن»، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.

وفي إطار احتفال مصر والقوات المسلحة بالذكرى الـ 47 لنصر أكتوبر، يستعرض موقع «صدى البلد» الإخباري السيرة الذاتية للمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية أثناء نصر السادس من أكتوبر 1973.

فـ المشير إسماعيل هو أحد من أعظم من أنجبته العسكرية المصرية على مر تاريخها، هو العجوز الصامت كما يطلق عليه، فمنذ صغره كان دائما يهوي قراءة كتب التاريخ والسيرة وبطولات القادة العسكريين، فقد نشأ وتربى على الحياة العسكرية حيث كان يعمل والده ضابطًا بوزارة الداخلية، إنه المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية المصري.

نشأتهولد المشير أحمد إسماعيل فى الرابع من أكتوبر عام 1917 بحى شبرا، وقد حصل على شهادة البكالوريا "الثانوية العامة" في عام 1934، ثم تقدم إلى الكلية الحربية مع الرئيس أنور السادات إلا أن أوراقهما رفضت والتحق الطالب بكلية التجارة عندما رفضت الكلية الحربية قبوله ورغم نجاحه بتفوق لمدة عامين، إلا أنه لم يقبل حرمانه من الالتحاق بالكلية الحربية وأخذ يسعى دون ملل حتى تمكن من الالتحاق بها عام 1937.

الكلية الحربيةأمضي المشير فترة الإعداد فى الكلية بنجاح، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان وتم تعيينه بسلاح المشاه فى عام 1938 ضمن الدفعة الثامنة حربية وعمل ضابطا للاستطلاع وقائدا لفصيلة في الكتيبة الرابعة مشاه ومن ضمن من زاملة فى الخدمة الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس محمد أنور السادات، والفريق عبد المنعم رياض ، ويوسف السباعى ، وأحمد مظهر.

وفي الأول من مايو سنة 1940 ترقى الملازم أحمد إسماعيل إلي رتبة الملازم أول وقاد سرية بالكتيبة الرابعة المشاه، وفي الخامس من سبتمبر من عام 1942 منح رتبة النقيب، ولعقليته العسكرية الفذة اختير لمنصب أركان حرب الكتيبة الثانية مشاه في السابع من يوليو من عام 1948 ثم تم ترقيته إلي رتبة رائد وتولي قيادة سرية في رفح.

تدرجه الوظيفيتولي المشير أحمد إسماعيل قيادة أركان حرب لواء مشاه ولتفوقه والتزامه العسكرى التام تم اختياره ليكون واحدا من أحد أعضاء دورة تدريبية عسكرية في دير ياسين بفلسطين وكانت الحكومة الإنجليزية هي الجهة المسئولة عن هذا الالتزام، وفي هذه الدورة التدريبية حقق مفاجأة مذهلة وأظهر بلاءً حسنا بأن يكون ترتيبه الأول فى الدورة علي جميع الضباط الإنجليز والمصريين، وهذا ما شجع القيادة العسكرية على أن ترسله فى دورة تدريبية أخرى في بريطانيا ورجع منها مجتازا إياها بنجاح فائق وعلى جميع الطلاب الحاضرين فيها وكان ترتيبه أيضا الأول.

والتحق عام 1948 بكلية أركان الحرب وهو برتبة صاغ "رائد"، إلا أن نشوب حرب فلسطين 15 مايو 1948 أدت إلى توقف الدراسة حتى انتهاء الحرب وصدرت له أوامر عسكرية بالمشاركة في حرب 1948 وبإنشاء خط دفاعي منيع في مدينة رفح، وطبق في هذا الالتزام خبراته التدريبية ونجح فى عمل خط دفاع قوى، ولذلك كان محل إهتمام من القيادة العسكرية بعد الهدنه وتم دراسة خططه الناجحه ووجدت ذات كفاءة مما جعله ينجح فى هذا الخط الدفاعى مما جعل القيادة العسكرية تصدر تكليف أحمد إسماعيل بإعداد خطة دفاعية مماثلة لصد الهجوم الإسرائيلي علي مدينة العريش فى ذلك الوقت.

عاود "أحمد إسماعيل" إعداد وتثقيف نفسه في مواد العلوم العسكرية حتى يستفيد هو شخصيا بما هو جديد في تكنولجيا التسليح والإستراتيجية العسكرية، فتقدم إلى الدراسة في كلية القادة والأركان للقوات المسلحة المصرية فى عام 1950 للحصول على درجة الماجستير في العلوم العسكرية ولما كان هدفه الإستفادة جاء ترتيبه الأول على الدفعة.

وتمت ترقيته إلى رتبة المقدم في الحادي عشر من فبراير سنة 1951 وبعدها بفترة قصيرة تم اختياره مدرسا بكلية القادة والأركان الحرب، والتي كان يدرس فيها وصار يشغل هذا المنصب بالكلية، وكان معروفا عنه النشاط والإفادة فى العلوم العسكرية والجدية فى نظام التدريس لطلبة الفرق التعليمية وعندما قامت ثورة 23 يوليو عام 1952 قامت قيادة الجيش بعمل تغييرات فى القيادات العسكرية ومنها إصدار أوامر عسكرية لأحمد إسماعيل بتولي رئاسة أركان حرب فرقة مشاه.

مهنة التدريسفي السادس من أغسطس عام 1952 عاد لمزاولة مهمة التدريس التى كان يقول عنها إنها طريق النصر، وذلك فى كلية أركان الحرب في سبتمبر عام 1952 وبعد ذلك صدرت إليه أوامر عسكرية لتولي قيادة الكتيبة السابعة المشاه فى السابع من سبتمبر 1953 ومن خلال قيادته للكتيبة تم اختياره عضوا ضمن اللجنة العليا للمفاوضات العسكرية مع إنجلترا عام 1954 وهي من أهم الأحداث التاريخية التى حدثت في هذا الوقت وبعد هذه العملية.

وتم إصدار أمر عسكري لأحمد إسماعيل بتكوين أول تشكيل عسكري مقاتل وذلك طبقا للتعليمات العسكرية وقام بتعبئة وتدريب التشكيل العسكري وفق خطة عسكرية تحقق المهام المكلفة بها.

عضوا ضمن لجنة لشراء صفقة الأسلحة التشيكيةتم اختياره ليكون عضوا ضمن لجنة لشراء صفقة الأسلحة التشيكية خاصة القوات المسلحة عام 1955.

إنشاء أول وحدة لقوات الصاعقةفي أول يناير من عام 1955 ترقى إلي رتبة العقيد وفى هذا الوقت راودته فكرة كانت تسايرة من فترة طويلة وهى إنشاء أول وحدة لقوات الصاعقة وتكون ضمن وحدات القوات المسلحة الأساسية والتى يعتمد عليها فى تنفيذ المهام والأوامر التى تصدر إليهم.

وتم تكوينها من مجموعة من الضباط الصغار المتفوقين في العلوم العسكرية ذوي قدرة عالية في التدريب القتالى ومقاتلين ذوي نزعة وطنية خاصة لأن طبيعة عملهم تكون له صفة الجرأة، وبدأ هو في الإشراف على تدريبهم وإعدادهم معنويا ونفسيا لأنهم نواة قوات الصاعقة.

التصدي للعدوان الثلاثيتولى قيادة لواء مشاة عام 1956، والذى كان من ضمن الألوية المتمركزة فى سيناء ولقد شارك أحمد إسماعيل بلوائه فى التصدى للعدوان الثلاثى حين وقع فى التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1956، واستطاع المشير أن يتقدم بلوائه حتى وسط سيناء، واشتبك في عدة معارك مع العدو، ثم صدرت التعليمات له بالتوجه إلى مدينة بورسعيد وقد كلف باستلام مدينة بورسعيد بعد انسحاب الإنجليز منها وخروج آخر جندى أجنبى ورفع أحمد إسماعيل علم مصر على مدينة بورسعيد فى 21 ديسمبر 1956.

وقد مارست قوات الصاعقة المصرية التى كان قد أنشأها أحمد إسماعيل عملياتها ضد العدو طوال معارك بورسعيد على أعلى درجة من الكفاءة والاقتدار.

وبعد فترة زمنية قصيرة تم إيفاد أحمد إسماعيل للقيام بالالتحاق في دورة تدريبية بأكاديمية فروتز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتي "روسيا" بناءً على أوامر عسكرية، ودخل أحمد إسماعيل مرحلة جديدة من الفكر العسكري وشهد له بالامتياز والكفاءة وسط جميع زملائه في هذه الدورة التدريبية وتخرج وكان ترتيبه الأول على زملائه عام 1957.

كبير المعلمين بالكلية الحربيةومع بداية اليوم الأول من شهر يناير 1958 تمت ترقيته إلى رتبة العميد وعاد إلى عملية التدريب تنفيذا للأوامر العسكرية ولكن هذه المرة تم اختياره ككبير معلمين بالكلية الحربية، وذلك في الحادي والثلاثين من شهر مارس 1959 وفى هذا المنصب وجد فى نفسه القدرة على تخريج ضباط ذوي كفاءة عالية في التخطيط العسكري والتدريب المهارى وأتيحت له فرصة تطوير نفسه والضباط الخريجيين علي المهام العسكرية التي تؤهلهم للنصر في المعارك الحربية القادمة.


أول تشكيل مقاتل فى القوات المسلحة المصريةوتولى قيادة فرقة مشاة فى السادس من يوليو 1962 والتى أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل فى القوات المسلحة المصرية وتولى رئاسة هيئة تدريب القوات البرية فى الرابع من مايو 1965م وهو المنصب الذى كان يشغله حين قامت حرب 1967 والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية "بكلية الحرب العليا"، حيث حصل على درجة الزمالة قبل حرب يونيو 1967.

رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحةعقب حرب يونيو 1967، تولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة فى الرابع عشر من يونيو 1967 حين أعيد تشكيل القيادة بعد حرب يونيو 67 مباشرة، ولكنه لم يستمر فى هذا المنصب إلا أسبوعين ثم تولى قيادة قوات الجبهة غرب قناة السويس، وكلف وقتها باستعادة الكفاءة القتالية للقوات المصرية، وبناء الدفاعات المصرية غرب القناة، وإدارة أعمال قتال حرب الإستنزاف فى وقت واحد.

تمكن المشير إسماعيل من التخطيط وإدارة أعمال قتال حرب الإستنزاف فى المهام التى أسندت لقواته وقتها بنجاح ، وكانا أكثرها أهمية:
- معركة الجزيرة الخضراء.
- معركة رأس العش شرق القناة.
- إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" فى المياه الإقليمية المصرية قبالة ميناء بورسعيد.

رئيسًا لهيئة العمليات ورئيساً للأركانتم تعيينه فى عام 1968 رئيسًا لهيئة العمليات، ثم رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في مارس 1969، بعد استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض كما عين في منصب الأمين العسكرى المساعد بجامعة الدول العربية وأبعد عن القيادة "11سبتمبر 1969" وترك الخدمة، إلى أن اختاره الرئيس محمد أنور السادات فى مايو 1971، ليرأس جهاز المخابرات العامة وكشف الجهاز خلال رئاسته عددًا من قضايا التجسس.

تعيينه وزيرًا للحربيةتم تعيين المشير أحمد إسماعيل وزيرًا للحربية فى 26 أكتوبر 1972 من خلاله تم تحرير سيناء سياسيًا فيما بعد، أو استكمال التحرير عسكريًا وفي يناير عام 1973عُين قائدًا عامًا للقوات المسلحة المصرية وبعد أسبوع من تعينه، تم تعيينه قائدًا عامًا للجبهات الثلاث الشرقية "الأردن" والشمالية "سوريا" والجنوبية "مصر"، من قبل مجلس الدفاع العربي.

قاد الفريق أول أحمد إسماعيل قوات الجبهتين الشمالية والجنوبية في حرب أكتوبر 1973 وقام بإدارة الحرب أكتوبر 1973 بمهارة وثبات وصبر مما ساعد على اجتياز الأوقات العصيبة للحرب بنجاح، كما نجح في تنسيق الجهود والتعاون مع القوات السورية أثناء الإعداد للحرب وبدء الأعمال القتالية في 6 أكتوبر 1973 وحقق النصر الكبير ثم قاد عملية تطوير وتحديث القوات المسلحة المصرية عقب الحرب مباشرة.


أصدر الرئيس السادات فى أعقاب حرب أكتوبر قرارًا بترقية الفريق أول أحمد إسماعيل إلى رتبة "المشير"، أرفع الرتب العسكرية، فى احتفال مجلس الشعب يوم 19 فبراير 1974، وفي يوم 26 أبريل 1974 عين نائبًا لرئيس الوزراء، بالإضافة إلى مناصبه السابق ذكرها.