صحة

«الأشعة التداخلية» يكشف علاج الأورام بعيدًا عن الجراحة (حوار)

الدكتور عبد الحى السيد
الدكتور عبد الحى السيد

قال الدكتور، عبد الحى السيد ، استشارى الأشعة التشخيصية والتداخلية والمدرس بطب القصر العينى و رئيس قسم الأشعة التداخلية بشفاء الارمان ان الأشعة التداخلية في مصر أصبحت لهادور هام ومتطور في علاج الكثير من الأمراض، أهمها أورام الكبد الأولية والثانوية وأورام الرئة الثانوية وأورام الرحم الليفية.
وأضاف في حوار لـ«الرأي العام »، أن الأشعة التداخلية تُستَخدم أيضَا في علاج مجموعة من الأورام الخبيثة والحميدة أهمها وأشهرها على الإطلاق خاصة في مصر هي أورام الكبد الخبيثة.
وإلى نص الحوار:
هل من الممكن أن تشرح لنا كيفية عمل منظومة الأشعة التداخلية؟
تعتمد منظومة عمل الأشعة التداخلية على وجود أجهزة أشعه تشخيصية متطورة مثل أجهزة الأشعة المقطعية والموجات الصوتية وأجهزة القسطرة كما تحتاج إلى أدوات دقيقة مثل مجسات التردد الحراري والميكروويف والقساطر الشريانية والوريدية، الأهم هنا هو وجود فريق طبي يمتلك خبرة عالية في مجال الأشعة التداخلية والعمليات المختلفة المتطورة، الأشعة التداخلية من حيث المبدأ تعتمد على تصوير جسم الإنسان باستخدام أي من هذه الأجهزة تصويراً مستمراً (لايف Live) ثم دخول الجسم سواء من خلال الأوردة أو الشرايين أو داخل بعض الأعضاء مثل الكبد باستخدام قساطر أو مجسات للتردد الحراري، داخل جسم الإنسان نستطيع مع التصوير المستمر ونقوم بالملاحة داخله حتى نصل إلى الهدف سواء كان ورماً أو تشوهاً شريانياً أو غير ذلك.

ماهي الإمكانيات التي توفرها الأشعة التداخلية داخل جسم الإنسان وحرية الحركة داخله؟
أصبح للأشعة التداخلية دور هام ومتطور في علاج الكثير من الأمراض، أهمها أورام الكبد الأولية والثانوية وأورام الرئة الثانوية وأورام الرحم الليفية وبعض أورام العظام الحميدة وتضخم البروستاتا الحميد عند الرجال كما تساعد أيضا في علاج بعض التمددات والتشوهات الشريانية المخية، المهم هنا هو أن هذه الأمراض والإصابات أصبح من الممكن علاجها تماما بدون الاحتياج لجراحة تعرض حياة المريض للخطر حيث يتم «حرق الورم» باستخدام التردد الحراري مباشرة ولا يحتاج المريض بعدها لعلاج تكميلي إشعاعي أو كيماوي، والإمكانية الأخرى التي تتوفر هنا هي علاج معظم حالات إصابات الجهاز الدوري مثل تصلب الشرايين أو التشوهات الوريدية الشريانية أو التمددات الشريانية، بشكل عام كل ما يتعارف على تسميته «قسطرة» هو نوع من الأشعة التداخلية.

معنى حديثك أنه حتى قسطرة القلب وتركيب الدعامات يتم باستخدام نوع من الأشعة التداخلية؟
نعم يتم باستخدام تقنيات ومبادئ وأجهزة الأشعة التداخلية ولكن يتم بواسطة أطباء القلب، والآن أصبحت نفس التقنيات تستخدم لعلاج شرايين المخ والشرايين الكبرى في الجسم أيضاً.

ماهي حالات الأورام التي من الممكن أن تستفيد من الأشعة التداخلية؟
تُستَخدم الأشعة التداخلية في علاج مجموعة من الأورام الخبيثة والحميدة أهمها وأشهرها على الإطلاق خاصة في مصر هي أورام الكبد الخبيثة والمنتشرة في مصر بسبب انتشار حالات الإصابة بفيروس سي والتليف الكبدي، كذلك فأنها تستخدم في علاج بعض الأورام الثانوية في الكبد وثانويات الرئة وأيضا في بعض الأورام الحميدة الأخرى في الجسم كالأورام الليفية بالرحم وبعض أورام العظام، الشيء المهم هنا هو أن الأشعة التداخلية تعطي فرصة لمريض أن يتخلص من ورم خبيث تماماً، بدون جراحة، كما تعطي الفرصة لمرضى لا يتحملون الجراحة من الأساس لأسباب تخديرية بحتة مثل مرضى أورام الرئة الثانوية.

ماهي البدائل المتاحة لمريض الأورام وتوفرها الأشعة التداخلية؟
تقدم الأشعة التداخلية مجموعة من التقنيات لعلاج الأورام سواء تمهيدا للجراحة أو في بعض الأحيان كبديل للجراحة من أهمها تقنيات كي الأورام بواسطة التردد الحراري والميكروويف والتي تستخدم بكثرة لعلاج أورام الكبد والرئة، وتقنيات القساطر الشريانية لحقن الشريان المغذي للورم سواء بعلاج إشعاعي أو كيماوي، والأشعة التداخلية توفر أيضاً وسيلة تشخيصية قاطعة تساعد خطة العلاج فيما بعد عن طريق أخذ عينات من أورام في أماكن صعبة الوصول إليها وتحليل أنسجتها لمعرفة نوع الورم ودرجة نشاطه، واستجابته للعلاجات المختلفة، كل ذلك دون إخضاع المريض للتخدير أو لخطر الجراحة.

هل من الممكن أن تعطينا بعض الأمثلة عن أخذ عينات من الأورام وحرق الأورام في مكانها؟
أخذ العينات يتم بتوجيه إبرة أخذ العينة تحت الأشعة المقطعية أو الموجات الصوتية للوصول إلى الورم بدقة ثم أخذ العينة من هذا المكان مما تضمن أفضل وأدق النتائج كذلك في حرق الأورام فيتم توجيه المجسات الخاصة بالتردد الحراري والميكروويف إلى أماكن الأورام سواء بالكبد أو الرئة أو الكلي باستخدام الموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية ثم تتم عملية الكي بدقة شديدة دون إيذاء أجهزة الجسم السليمة.

كما اوضح ان الطب في مصر كان دائما في الصدارة على مدار التاريخ، الطبيب المصري له مكانه ومكانته في أي مكان في العالم لمهارته وتدريبه العالي، الرعيل الأول الذي أدخل علم الأشعة التداخلية إلى مصر اضطر أن يسافر إلى أوروبا وأمريكا للتدرب، لكن مع إنشاء هذه الوحدات ومثيلاتها بجامعات مصرية، نجحنا أن نوفر الخدمة للمرضى، والتدريب للأطباء الشباب ليصبح تخصص الأشعة التداخلية من التخصصات المتميزة في جامعة عين شمس ومصر عامة، والوحدة نجحت في تدريب أجيال من الأطباء من داخل الجامعة وخارجها، ويأتيها زوار للدراسة والتعلم والتدرب من كل أنحاء الجمهورية، ومن خارج مصر أيضا، ونشر إنتاجها العلمي والبحثي في أهم الدوريات الطبية العالمية، ونوقش في أكبر مؤتمرات الأشعة والأورام الدولية.
هل لديكم إحصائيات عن نسب الحالات التي يتم علاجها باستخدام الأشعة التداخلية؟
الأرقام التي تتوافر لدينا مبشرة بالخير، مع تطور العلم والأساليب الحديثة أصبح من الممكن الوصول إلى أماكن شديدة الصعوبة والتعامل مع أورام وأنسجة في غاية الدقة، الشيء الآخر هو أن زيادة وعي المرضى والأطباء بوجود خيار الأشعة التداخلية للعلاج دفع الكثيرين للقدوم وهم في مراحل مبكرة للمرض مما ضاعف من نسب الشفاء.

عبد الحى السيد اير اسكان air scan الدكتور عبد الحى السيد