مقالات

إنها مصر

وكانت جنازته زفة عريس !

كرم جبر
كرم جبر

تفاصيل "جريمة التجمع الخامس" تجعلنا نستيقظ كل صباح، ونرفع أيدينا إلى المولى عز وجل بالدعاء "اللهم اكفنا شر الحوادث وفواجع الأقدار ومُر القضاء، اللهم أجرنا من موت الفجأة فى ساعة الغفلة، وباعد بيننا وبين مصائب الدنيا وتقلب حوادثها".. اللهم آمين.
والملخص أن شابًا مسكينًا يعمل سائق أوبر نزل من شقته بالإسكان الاجتماعى بالعاشر من رمضان، فأوقفه ثلاثة شباب لتوصيلهم إلى منطقة التجمع، وأمسكوه وانقضوا عليه ضربًا، وحاولوا سرقة سيارته ولما فشلوا ذبحوه وطعنوه 15 طعنة، ووضعوا جثته فى حقيبة السيارة وتركوها فى العاصمة الإدارية، وعنوان المقال مأخوذ من "المصرى اليوم" فى تحقيق للزميل محمد القماش.

وسرقوا هاتفه المحمول وقليلًا من المال كان بحوزته، وهكذا نفذوا حكم الإعدام فى ضحية بريئة، كل ذنبه أنه كان يسعى لكسب لقمة عيشه بالعمل الحلال.
بلطجية وقتلة ومجرمون وسفاحون وعالة على المجتمع، يحصلون على عرق غيرهم بالسكاكين والمطاوى والأسلحة البيضاء، ويروعون الآمنين والكادحين، ويسفكون الدماء ويزهقون الأرواح، وكأنهم يلعبون لعبة الموت، وليس الموت الحقيقي.
لن أسرد فى تفاصيل الأسرة المكلومة الأم والأب والأخوة والأقارب، ألهمهم المولى عز وجل الصبر والسلوان، ولكن لن تلتئم جراحهم، إلا إذا نزلت العدالة السريعة كالصاعقة على رءوس ورقاب هؤلاء القتلة وأمثالهم.
أتحدث عن الجانب المأساوى والاجتماعى وليس القانوني، لثقتى التامة فى العدالة الناجزة، التى تحققت بسرعة وحسم فى قضايا كثيرة، مثل فتاة المنصورة وغيرها، فأرواح الناس هبة من المولى عز وجل، ولا يملك سفاح مجرم أن ينهيها.

الدروس المستفادة من مثل هذه الحوادث المأساوية المفاجئة كثيرة:
أهمها الحيطة واليقظة والحذر، وأن تدق وسائل الإعلام دائمًا أجراس الخطر، وتُنبه الناس بتعليمات إرشادية، للابتعاد عن الأشخاص والأماكن المشتبه فيها أو تثير الجدل، وإن كنت أفضل أن تفعل صفحات الجريمة هذا بشرط أن تبتعد عن الإثارة وتركز على المضمون.
ثانياً: المخدرات.. لعن الله بائعها وحاملها وشاربها، فهى الوباء الذى يدمر العقول، ويُفلس الجيوب، ويجعل المدمن مثل الحيوان الشريد الذى يبحث عن ضحية يسلبها بعض أموالها ولو كان بالقتل، ليشترى المخدرات التى تكون نهايته السجن أو حبل المشنقة.
ثالثًا: التقرب إلى المولى عز وجل، والدعاء له بأن يكفينا شر الحوادث المفاجئة، اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.
أؤكد - أيضًا - ثقتى الكاملة فى العدالة السريعة، حتى تصعد روح الضحية إلى بارئها، وتهدأ النفوس المكلومة لأسرته التى تنتظر عدالة السماء وعدالة الأرض.

إنها مصر وكانت جنازته زفة عريس ! كرم جبر