عالمي

هل حققت إسرائيل أهدافها في الشجاعية؟.. خبراء يجيبون لـ للرأى العام

حي الشجاعية
حي الشجاعية

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني، اليوم، انسحاب قوات إسرائيل بشكل كامل من حي الشجاعية بغزة، بعدما خلف دمارا هائلا، وأصبحت المنطقة لا تصلح للحياة.

وللمرة الثانية، يصبح حي الشجاعية مصيدة لجنود الاحتلال الإسرائيلي، ففي يوليو 2014 وخلال معركة "العصف المأكول" بين المقاومة وجيش الاحتلال في قطاع غزة، وقعت قوة من "لواء جولاني" في كمين محكم وصف بالأسوأ في تاريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي، حولت فيه كتائب القسام 16 جنديا وضابطا إلى أشلاء، وتم أسر أحدهم، ولا يزال محتجزا لدى الكتائب حتى يوم، ولم يعرف بعد هل هو من الأحياء أم الأموات. حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

وعقب مرور 10 سنوات علي معركة العصف المأكول، يترك جيش الاحتلال حي الشجاعية بعدما حوله لمنطقة غير صالحة للسكن، فهل أخذت إسرائيل بالثأر وحققت أهدافها في حي الشجاعية؟.

في هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، بالطبع تمكنت إسرائيل من تحقيق أهم أهدافها في كل قطاع غزة وليس فقط في الشجاعية حيث حولت كل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة وكمقبرة جماعية مفتوحة.

وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة للـ"الرأى العام"، قوات الاحتلال الإسرائيلي حولت حياة أبناء الشعب الفلسطيني إلى جحيم وهذا ما تهدف إليه إسرائيل في نطاق هذه الحرب التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني.

وتابع أبو لحية: "ولكن السؤال الذي يتعين بحث إجابته بشكل دقيق هو هل إسرائيل بعد ٣٠٣ يوم تمكنت من القضاء على المقاومة الفلسطينية في كل مكان تدخل به من خلال عملياتها الجوية والبرية ؟ فالإجابة على هذا السؤال سوف تكون بالطبع لا لم تحقق ذلك، حيث ما زالت الفصائل الفلسطينية قادرة على التواجد في كل مكان في قطاع غزة وتستطيع أن تقوم بأعمالها العسكرية ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وهذا ما تثبته مقاطع الفيديو التي يتم بثها من قبل اللجان الإعلامية لتلك الفصائل".

وأشار أبو لحية إلي أنه يمكن القول أن أن إسرائيل ما زالت بعيدة عن تحقيق أهدافها العسكرية المتمثلة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية بشكل كامل، تحرير كافة المحتجزين الإسرائيليين الموجودين في غزة.

من جانبه، قال ثائر أبو عطيوي الكاتب الصحفي الفلسطيني، بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الشجاعية الواقع شرقي مدينة غزة الذي استمر لمدة أسبوعين، ووفقا لما أعلنه جهاز الدفاع المدني في قطاع غز، أن حي الشجاعية أصبح منطقة منكوبة بسبب أن أكثر من 85 % من مباني ومساكن حي الشجاعية أصبحت غير قابلة للسكن، بسبب حجم الدمار الكبير الذي لحق بها بسبب قصف طائرات ودبابات الاحتلال وتجريف الآليات لمساحات سكنية واسعة من الحي.

وهذا قدم تم انتشال أكثر من 60 شهيدا أمس الخميس من طواقم الانقاذ بعد انسحاب قوات الاحتلال من حي الشجاعية، ولازال العشرات ما بين مفقود وتحت الأنقاض والركام.

وأضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة للـ"الرأى العام"، أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بعد هذا القتل والقصف والدمار الكبير والنزوح الالاف من سكانه إلى مناطق أخرى، هل نحج الاحتلال في تحقيق أهدافه الذي أعلن في اجتياح حي الشجاعية ؟، وهنا نقول أنه من الواضح أن الاحتلال لم يحقق إلا مزيدا من القتل والدمار والتشريد لسكان الحي، أما عن أهدافه التي أعلن عنها بالقضاء على عناصر المقاومة وتفكيك قدرتها على الاستمرار في المواجهة، فإن حجم القتل والتدمير والتهجير والتشريد قد طال الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء العزل الذين جميعهم لا علاقة لهم بالمقاومة، بل كلهم من المواطنين المدنيين المسالمين.

وأكد أبو عطيوي فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه في حي الشجاعية في ظل استمرار الحرب والعدوان المتواصل على كافة مناطق قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي يستدعي تحركا عالميا أكثر فعالية وأكثر تأثيرا وهذا لإنقاذ ما تبق من قطاع غزة، ولإنقاذ ما يمكن انقاذه، فاليوم نشاهد ونسمع عن إمكانية الوصول لهدنة عبر جولة المفاوضات الحالية المستمرة في القاهرة والدوحة، والتي نتمنى هذه المرة أن يكتب لها النجاح وأن لا يضع رئيس حكومة الاحتلال في وجه جولة المفاوضات الحالية أي من العراقيل، لأنه وبصراحة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى هدنة ووقف إطلاق النار بشكل دائم ونهائي، حتى يستطيع استعادة عافيته من جديد وحتى يمكنه المقدرة على تجاوز النكبة التي ألمت به بسبب الحرب التي مازالت مستمرة للشهر العاشر على التوالي.

إسرائيل الشجاعية قطاع غزة جيش الاحتلال الإحتلال الإسرائيلي