سامر شقير: عام 2025 رسخ مكانة السعودية كوجهة استثمارية عالمية والبيئة التنظيمية في 2026 تعد بفرص غير مسبوقة
أشاد رائد الاستثمار وعضو مجلس التنفيذيين اللبنانيين في الرياض، سامر شقير، بالنتائج الاستثنائية التي حققها الاقتصاد السعودي خلال عام 2025، مؤكداً أن المملكة نجحت في تقديم نموذج عالمي فريد للتحول الاقتصادي المتسارع.
وأوضح شقير أن وصول عدد الشركات العالمية التي افتتحت مقراتها الإقليمية في المملكة إلى نحو 600 شركة يعكس الثقة العميقة التي يوليها المستثمر الدولي للبيئة التنظيمية والتشريعية في السعودية.
كما أكد أن رفع وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني للمملكة إلى "A+" يمثل شهادة استحقاق دولية تعزز من جاذبية السوق السعودي وتدعم تدفق رؤوس الأموال الأجنبية في قطاعات واعدة تواكب مستهدفات رؤية 2030 الطموحة.
وشدد شقير على الأهمية الاستراتيجية للقمة السعودية الأمريكية التي استضافتها الرياض في مايو 2025، واصفاً إياها بالمنعطف التاريخي في مسار التعاون الاقتصادي والتقني بين البلدين. وأوضح أن توقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، واتفاقيات التعاون مع وكالة "ناسا" في مجال الفضاء، بالإضافة إلى مذكرات التفاهم في قطاعات التعدين والطاقة والصحة، تفتح آفاقاً جديدة لتوطين الابتكار وتعزيز القدرات التكنولوجية الوطنية.
وأضاف أن هذه التحركات الدولية لم تقتصر على الجانب الدبلوماسي فحسب، بل تحولت إلى مشاريع تنفيذية تساهم في خلق فرص استثمارية ضخمة للشركات الكبرى والناشئة، مما يرسخ دور المملكة كمركز ثقل عالمي في صناعة قرارات الاقتصاد المستقبلي والتقنيات الحديثة.
وفيما يخص قطاع الطاقة، أكد شقير أن عام 2025 كان "عاماً استثنائياً" بامتياز، حيث شهد الإنتاج الفعلي من حقل الجافورة العملاق للغاز غير التقليدي، وهو ما يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الصناعات التحويلية.
وأشار إلى القفزة النوعية في قطاع الطاقة المتجددة عبر إضافة 9 غيغاواط من القدرة الإنتاجية في عام واحد، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف ما تم إنجازه في العام السابق. وبيّن شقير أن وصول مشروع "نيوم للهيدروجين الأخضر" إلى مراحل إنجاز بلغت 90% يعكس جدية المملكة في قيادة التحول الطاقي العالمي، مؤكداً أن هذه المشاريع لا تساهم فقط في حماية البيئة، بل توفر فرصاً استثمارية هائلة في مجالات التكنولوجيا الخضراء وسلاسل الإمداد المرتبطة بها.
كما أوضح شقير أن الاستثمار في جودة الحياة والترفيه بات يشكل محركاً قوياً للنمو الاقتصادي وتوليد الوظائف، مستشهداً بوصول القيمة السوقية لـ "موسم الرياض" إلى 3.2 مليار دولار وتوفيره لأكثر من 125 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
وأضاف أن اكتمال تشغيل جميع مسارات قطار الرياض وافتتاح مراحل "المسار الرياضي" قد أحدثا نقلة نوعية في المشهد الحضري للعاصمة، مما يزيد من تنافسيتها كمركز إقليمي مفضل للعيش والعمل. ولفت إلى أن تسلم المملكة رسمياً عَلَم "إكسبو 2030" يمثل تتويجاً لهذه الإنجازات، ويضع أمام القطاع الخاص فرصة تاريخية للمساهمة في بناء بنية تحتية ومرافق عالمية المستوى ستجعل من الرياض وجهة العالم الأولى في نهاية العقد الحالي.
واختتم سامر شقير بيانه بالتعبير عن تفاؤله الكبير بآفاق عام 2026، متوقعاً أن يشهد الاقتصاد نمواً حقيقياً بنسبة تصل إلى 4.6% مدفوعاً بقوة الأنشطة غير النفطية التي تجاوزت مساهمتها 52% من الناتج المحلي.
وأكد أن ميزانية الدولة لعام 2025 بإنفاقها البالغ 1,285 مليار ريال قد أسست لنمو مستدام في العام الجديد، مع الحفاظ على معدلات تضخم هي الأقل عالمياً عند حدود 1.9%. ودعا شقير المستثمرين والشركات الإقليمية، وخاصة التنفيذيين اللبنانيين، إلى اقتناص الفرص في هذا السوق الديناميكي، مؤكداً أن السعودية في 2026 ستواصل إبهار العالم بتحويل الطموحات إلى واقع ملموس يعزز الاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة بأسرها.