جمعتهم الصداقة على مدار 3 سنوات خلال دراستهم في الجامعة البريطانية بمدينة الشروق حتى أصبح فراقهم أمرًا في غاية الصعوبة فكانت تجمعهم رحلة الذهاب والعودة يوميًا في سيارة أحدهم، وفي ظهر أمس الأول الإثنين جمعتهم أيضًا جنازة واحدة إثر سقوط عامود إنارة على سيارتهم بعدما اختلت عجلة القيادة من يد سائقها وانتهت بتفحم 3 من الأصدقاء ونجاة الرابع.

الحزن كان يعتصر قلوب أسر الطلاب الثلاثة "عمار محمود عبدالفتاح الشرشابي، عبدالله إيهاب حسني معوض، أحمد رزق محمد رزق المدمس"، وانتقل الحزن أيضًا إلى الجامعة التي جمعت الطلاب وزملاءهم وأساتذتهم، حيث نعت الجامعة أبناءها الثلاثة وبدأت بكلمات الله (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) إنا لله وإنا إليه راجعون، رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية في مصر ورئيس الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والاداريون والعاملون ينعون ببالغ الحزن والأسى أبناءهم البررة الذين وافتهم المنية إثر حادث أليم، وأقامت الجامعة صلاة الغائب على الطلاب الثلاثة ظهر أمس.

قالت تحريات الشرطة وشهود العيان من زملاء الضحية إن الطلاب الضحايا الثلاثة "عمار وعبدالله وأحمد" اجتمعوا بالصداقة والمحبة بينهم، وكانت رحلتهم اليومية في الجامعة والعودة في أغلب الأوقات معا.. اشتهر الضحايا الثلاثة بين زملائهم بالود والاحترام والمحبة.. وكانوا من المتوفقين في دراستهم بالجامعة.

صباح الحادث
حضر الأصدقاء الثلاثة إلى الجامعة كعادتهم معا، وكان معهم الناجي الرابع صديقهم أحمد "محتجز في غرفة الرعاية بحالة حرجة"، وداخل الجامعة تفرق كل منهم إلى مقر محاضرته، ثم تجمع الطلاب مرة أخرى بين المحاضرات وتبادلوا الحديث فيما بينهم، مضت ما يقرب من 7 ساعات على حد أقوال شهود العيان وتحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة، والمقدم أحمد عاطف رئيس مباحث الشروق.

يلا نركب العربية ونروح
اتفق الأصدقاء الأربعة على ركوب السيارة معا للعودة إلى منازلهم كعادتهم، وأثناء سير السيارة اختلت عجلة القيادة من يد السائق أثناء سيرها ما أدى لاصطدامه بالرصيف، وروى شهود العيان أن أصوات الطلاب تعالت من داخل السيارة.

انفجار السيارة وسقوط عمود الإنارة
في لحظة واحدة لم تمضِ دقيقتان وانفجرت السيارة الملاكي بعدما سقط عمود إنارة فوقها أدى إلى حدوث ماس كهربائي، واشتعلت النيران بخزان الوقود، تمكن الطالب أحمد من النجاة بعدما قفز من داخل السيارة.

تجمع المارة ومحاولات الإنقاذ
توقفت حركة السيارات وكل شخص حاول استخدام طفاية الحرائق بسيارته، ولكن دون جدوى لم يستطع أحد إنقاذ الطلاب الثلاثة من قضاء الله، وتفحم الثلاثة، تمكن الأهالي وقوات الأمن من نقل المصاب إلى المستشفى.

الحادث لا يوجد به شبهة جنائية
أثبتت التحريات الأولية التي أشرف عليها اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة، وأجراها المقدم أحمد عاطف رئيس مباحث الشروق، أن الحادث لا توجد به شبهة جنائية، وأنه قضاء وقدر بسبب اختلال عجلة القيادة، وأشارت التحريات إلى أن سبب انفجار السيارة هو سقوط عامود الإنارة على السيارة أدى إلى حدوث ماس كهربائي واشتعال النيران بخزان الوقود، وتم تحرير محضر وانتقلت النيابة إلى معاينة المكان وصرحت بدفن جثث الضحايا والاستعلام عن حالة المصاب الرابع.

كانت أجهزة الأمن بالقاهرة تلقت إخطارا من الأهالي يفيد بانفجار سيارة ملاكي بمدينة الشروق، فانتقل المقدم أحمد عاطف رئيس المباحث، لمكان البلاغ، وتبين أن الحادث أسفر عن مصرع الطالب عمار محمود عبد الفتاح الشرشابي من الرحاب، والطالب عبدالله إيهاب حسني معوض، والطالب أحمد رزق محمد رزق المدمس، جميعهم طلاب بالجامعة البريطانية، ومن بينهم نجل صاحب مدارس خاصة بالقاهرة الجديدة، كما أسفر الحادث عن إصابة طالب رابع وتم نقله للمستشفى.

وأكدت التحريات أن عجلة القيادة اختلت من يد الطالب الأول، ما أدى لاصطدامه بسور وعمود إنارة.

وأشارت المعاينة إلى أن ماسا كهربائيا تسبب في انفجار خزان الوقود.