على عكس جميع المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، تبقى مرحلة المراهقة هي الأكثر حدة وصعوبة على الإطلاق بسبب ما تحمله من تغيراتٍ جسدية تعصف بالحالة النفسية لمن يمر بها، وتنعكس تأثيراتها على سلوك المراهقين وعاداتهم الغذائية التي نسلط عليها الضوء في السطور التالية لمعرفة أسبابها وكيفية علاجها.

أسباب وأشكال اضطرابات الأكل عند المراهقين

تتعرض فئة كبيرة من المراهقين إلى ما يسمى باضطرابات الأكل، وهي حالة نفسية تؤدي إلى اتباع عادات أكل غير صحية أو غير منتظمة من شأنها أن تجعل المراهق فاقداً للشهية، أو على العكس من ذلك تكون لديه شراهة عصبية نحو الطعام ما يتسبب في زيادة وزنه، بحسب الدكتور أحمد عبدالمنعم استشاري التغذية العلاجية الذي حدد خلال حديثه لـ الوطن» عدة أسباب لاضطرابات الأكل لدى المراهقين نلخصها في النقاط التالية:

1. ضعف الثقة بالنفس وقلة رضا المراهق عن مظهره، الأمر الذي يدفعه إلى الاعتقاد بأن وزنه زائد فيحرم نفسه من تناول الطعام بصورة طبيعية حتى يصل إلى الصورة التي رسمها في مخيلته عن الجسم المثالي.

2. الضغوط النفسية والعصبية التي يمر بها المراهق، وبسبب سرعة تأثره بكل ما يدور حوله من انفعالات سلبية، تجده يميل عادةً إلى اتباع أنماط غذائية غير صحية فتنعكس عصبيته على الطريقة التي يتناول بها الطعام، فيصبح أكثر شراهة للأكل حتى وإن لم يكن بحاجة إليه.

3. العوامل الجينية والبيولوجية، فمن الممكن أن يحمل المراهق استعداداتٍ وراثية من الوالدين تجعله يصاب باضطرابات الأكل.

4. قد يعاني بعض المراهقين من الوزن الزائد، ونتيجة لذلك يتبعون أفكاراً خاطئة للتخلص من الوزن الزائد كأن يتناولون كل ما تشتهيه أنفسهم ثم يتخلصون منه عن طريق التقيؤ المتعمد، أو يكتفون بمضغ الطعام وبدلاً من ابتلاعه يبصقونه لاعتقادهم أنهم بهذه الطريقة يرضون حاجاتهم إلى تناول الطعام الذي يسبب زيادةً في الوزن لكن دون أن يكتسبوا مزيداً منه.

طرق علاج اضطرابات الأكل لدى المراهقين

يلعب الوالدان في هذه المهمة دوراً محورياً لمساعدة أبنائهم من المراهقين على التخلص من اضطرابات الأكل، فالبداية تكون بالحوار الإيجابي للوقوف على الأسباب التي دفعت الابن أو الإبنة إلى اتباع عادات خاطئة في التغذية، ومن ثم يبدأ العلاج الذي يقوم على تعويض الجسم عن العناصر الغذائية التي حُرم منها، وينصح استشاري التغذية العلاجية بضرورة تناول منتجات الألبان والبيض لتعويض الجسم عما فقده من عنصر الكالسيوم، إضافةً إلى تناول اللحوم والبقوليات لتزويد الجسم بالبروتينات اللازمة إلى جانب الفواكه والخضروات.