وزير العمل: مصر داعمة لكل عمل عربي مشترك يعزز التنمية ويوفر وظائف للشباب
أسماء إمام الرأي العامأكد وزير العمل حسن شحاتة، أنه لا مجال للتخلف عن مواكبة الثورة التكنولوجية التي أدت إلى تطور هائل وغير مسبوق في الإنتاج والسلع، مشددا على أهمية إعلان مبادئ حول "مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية" وما يتضمنه من توافق والتزام مشترك بين أطراف الإنتاج الثلاثة لتعزيز وتحسين مستقبل الموارد البشرية العربية واستثمارها في ظل التقدم التكنولوجي السريع.
جاء ذلك خلال كلمته التى ألقتها نيابة عنه الدكتورة رشا عبد الباسط رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الدولية وشئون متابعة العمالة الوطنية بالخارج بالوزارة ورئيس وفد عمل مصر، وذلك تعليقًا على تقرير المدير العام لمنظمة العمل العربية خلال فعاليات أعمال الدورة 50 لمؤتمر العمل العربي، التي تنظمها منظمة العمل العربية،وذلك بالعاصمة العراقية بغداد،والمنعقدة برئاسة وزير العمل والشؤون الاجتماعية في العراق أحمد الأسدي.
وثمن شحاتة التوصيات الواردة بالتقرير لا سيما الخاصة بإصلاح جذري لمنظومة التعليم والتدريب المهني والتقني، وإصلاح سوق العمل وسياسات الحماية الاجتماعية، ومراجعة وتحديث قوانين العمل المتعلقة بعلاقات العمل الجديدة، ومد مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل الفئات الهشة، أخيرا تعزيز دور الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج لضمان الانتقال الرقمي العادل.
وقال وزير العمل فى بداية كلمته:" أتقدم بالشكر والتقدير لدولة العراق الشقيقة شعبا وحكومة على حفاوة الاستقبال الكريم وحسن الضيافة، وأتقدم بالتهنئة الي أحمد الأسدي – وزير العمل بدولة العراق على رئاسته لهذه الدورة متمنيا له التوفيق والسداد في إدارة أعمال مؤتمرنا هذا، ولمؤتمرنا هذا التوفيق والنجاح ليخرج بقرارات بناءة تسهم في تعزيز العمل العربي المشترك وتؤكد على أهمية دور أطراف الإنتاج الثلاثة في تدعيم مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق الأهداف القومية في ظل المتغيرات والمستجدات التي يشهدها عالمنا اليوم".
وأضاف وزير العمل: لقد أطلعت باهتمام بالغ على تقرير المدير العام لهذه الدورة والمعنون "التطور التكنولوجي وأثره على الموارد البشرية" حيث إنه يشكل إحدى الاستراتيجيات التي تواجه دول الوطن العربي، في سعيها المتواصل لمراجعة منوالها التنموي نحو التنويع الاقتصادي، باستغلال ما أصبحت تتيحه تقنيات الثورة التكنولوجية من فرص تنموية جديدة، وقد اتخذت حكومة بلادي، رؤية طويلة المدى لتحويل البلاد إلى مجتمع رقمي يعتمد على ركائز رئيسية تتمثل في المهارات والوظائف الرقمية والابتكار الرقمي، وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بشأن الاستعداد لوظائف المستقبل وتحديد المهن المطلوبة فى سوق العمل مستقبلا تم الانتهاء من إعداد المسودة الأولى لرؤية مصر لاستشراف وظائف المستقبل تهدف إلى معالجة التحول الرقمى العالمى والثورة الصناعية الرابعة وأثرها على الوظائف وحاجة العمال إلى مهارات جديدة تواكب الذكاء الاصطناعى والتطورات التكنولوجية الحديثة.
وأوضح "شحاتة" أن وزارة العمل تولي خلال عام 2024، اهتماما بالغا بملف التدريب المهنى وتأهيل الشباب لسوق العمل فقد أطلقت مؤخرا مشروع "مهني 2030"، بالتعاون مع "القطاع الخاص" تستهدف من خلاله تطوير منظومة التدريب المهني، وتدريب الخرجين على المهن التي يحتاجها سوق العمل في الداخل والخارج، واستمرارا لخطة الدولة فى مواجهة البطالة جار إعداد "الاستراتيجية الوطنية للتشغيل – تمكين الشباب ومكافحة البطالة"، التى تهدف لخلق فرص عمل جديدة للشباب بما يتواكب مع المتغيرات الاقتصادية والتحولات التكنولوجية الحديثة، مشيرًا إلى إن مصر اليوم وهي تبني جمهوريتها الجديدة، طامحة وراغبة، في تحقيق شراكة مستمرة وفعلية، فيما بين الدول العربية، متطلعة نحو مستقبل أكثر ازدهارا في سياق أوسع من العمل الجماعي، والحوار الإجتماعي، والإستفادة من الثروات الطبيعية والبشرية في عملية التنمية التي يتطلع إليها الجميع.
وتابع وزير العمل: الدولة المصرية داعمة لكل عمل عربي مشترك يؤدى إلى مزيد من التنمية وتوفير فرص العمل للشباب العربي وتسعى إلى تطوير اقتصادها ليكون أكثر تنافسية وانفتاح علي العالم، وبناء قوى عاملة مؤهلة وعالية الإنتاجية، ومؤسسات عامة مرنة تستجيب للمتطلبات المتغيرة لأسواق العمل، كما أن مصر تشهد عدة إنجازات الفترة الحالية على رأسها توفير حياة كريمة وحماية ورعاية اجتماعية، كما ان تطبيق الحد الأدنى للأجور يؤكد حرص الدولة على مواكبة التحديات العالمية حيث أصدرت الحكومة المصرية قرارا بشأن رفع الحد الأدنى للأجور، في القطاعين العام والخاص،فضلا عن قرار بشأن زيادة المعاشات ضمن الحزمة العاجلة للحماية الاجتماعية، كما أن التطورات الخطيرة التى تشهدها الساحة الفلسطينية والعدوان الممارس يوميا على شعبنا الفلسطينى والاجراءات التعسفية غير المبررة من جانب قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني لن تقلل من إرادتهم الراسخة فى حماية وطنهم وإقامة دولتهم المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، ونحن نؤكد موقفنا الحاسم منذ بدء العدوان برفضنا التام للتهجير القسرى لأهالي قطاع غزة لما في هذا من تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية، ولقد ادت الحرب على غزة، تحت وطأة الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، إلى زج السكان في دوامة غير مسبوقة من الحرمان والفقر، وبالتالي إلى كارثة إنسانية على كافة المستويات، بالإضافة إلى إن الوضع المتفجر فى الأراضى الفلسطينية المحتلة نتيجة الإقتحامات المتكررة للقوات الإسرائيلية للمدن وإستهداف المدنيين والاطفال والنساء خارج إطار القانون وتمادي إسرائيل فى خرق القوانين والأعراف الدولية، يفرض علينا تطوير دعمنا المستمر والأبدى تجاه شعبنا الفلسطينى.
وأكد أن مصر شعب وحكومة لن تألوا جهدا وستواصل الدعم اللامحدود تجاه قضية العرب الأولى حتى يتم الوصول إلى اتفاق عادل وشامل للقضية المحورية للعالم العربي، ومصر ستظل على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية .
يرأس وفد وزارة العمل د. رشا عبد الباسط رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الدولية بوزارة العمل،وعضوية د.هلال مأمون مدير عام المنظمات والاتفاقيات،وأمنية عبد الحميد مساعد فني لوزير العمل.
جاء ذلك بحضور د.أحمد سمير سفير جمهورية مصر العربية،والمستشار شريف عيسى نائب السفير،وعمرو رضا رئيس مكتب التمثيل العمالي بالعراق،كما يشارك محمد طلعت عن إتحاد الغرف التجارية،ومحمد جبران عن وفد العمال
يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية حضرها المهندس محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقى، راعي المؤتمر، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، وجلبيرت هونجبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية، و350 مشاركًا من وزراء العمل، ورؤساء وأعضاء الوفود من منظمات أصحاب العمل والاتحادات العمالية من 21 دولة عربية، وممثلو الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وممثلو المنظمات العربية والدولية، وعدد من السفراء والشخصيات البارزة في جمهورية العراق.