فى يوم الخامس من يونيو فى العام التسعمائة والخامس والسبعين بعد الألف أى منذ قرابة النصف قرن من الزمان كان القرار الشجاع وبالغ الحكمة والذكاء.. وأيضا الدهاء السياسي، الذى اتخذه ونفذه القائد العظيم محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام.

فى ذلك اليوم احتفلت مصر واحتفل العالم معها بإعادة افتتاح ”قناة السويس”، أهم مجرى ملاحى فى العالم، والأهم على الاطلاق بين الممرات المائية بالنسبة للتجارة العالمية، والأكثر تأثيرا بالنسبة لاقتصاديات النقل والتجارة بين الشرق والغرب، عبر البحرين الأبيض والأحمر والمحيطين الأطلسى والهندي.

كان الاحتفال مهيبا.. وتابعه العالم كله، نظرا للأهمية الاقتصادية البالغة بالنسبة لكل الدول، وأيضا نظرا للدلالة السياسية بالغة الأهمية التى وصلت للعالم أجمع بكل قادته وقواه وزعاماته، الذين كانوا يتابعون بتقدير واحترام كبيرين، ذلك القائد المنتصر فى معركة ومعجزة العبور العظيم فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣، وهو يعلن للعالم إعادة افتتاح قناة السويس من فوق اليخت المحروسة الذى استقله من بورسعيد إلى الإسماعيلية فى احتفال مهيب،...، مؤكدا على حرص مصر المنتصرة على المساهمة الفاعلة فى السعى للاستقرار والسلام والفائدة للعالم كله.

فى هذا اليوم منذ ٤٦ عاما أكدت مصر، أن عجلة التاريخ بالنسبة لها، لم ولن تتوقف فى يوم الخامس من يونيو من كل عام بوصفه يوم النكسة، ولكنها ستتوقف أمامه بوصفه التجسيد لإرادتها القوية التى حولته إلى يوم للانجاز على طريق السلام والاستقرار بعد انتصارها الكبير فى معركة العبور ونصر أكتوبر.