زغلول صيام يكتب: لماذا لا نستغل «البيت الوقف» في خدمة المنتخبات الوطنية؟!
أسماء إمام الرأي العام(لا تعطني سمكة بل أعطني سنارة) وفي قول آخر (لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد) هو في الأصل مثل صيني يحث على العمل والاجتهاد من أجل الوصول إلى تحقيق الهدف وعندنا أعطوا اتحاد الكرة السنارة والطعم والبحر ومش عارفين يطلعوا سمكة واحدة,
طب إيه الحكاية؟!
الحكاية أن الفيفا والدولة اتفقوا على مشروع المنتخبات الوطنية في 6 أكتوبر حيث تم منح الأرض في اليوم الذي تم فيه منح الكاف أرض أكتوبر وما زلت أتذكر يوم وضع حجر الأساس في حضور جوزيف بلاتر رئيس الفيفا وعيسي حياتو رئيس الكاف واللواء يوسف الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة والدكتور علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة آنذاك.. بعدها بسنوات قليلة أتم الكاف بناء مقر جديد على أحدث الطرز العالمية ونقل إليه وتحول مبناه القديم في الجبلاية إلى فيلا يؤجرها ثم فندق يستضيف فيه ضيوفا.. أما نحن عملنا سور وكل يوم مش عارف مين سرق الرمل ومين سرق الزلط .
واستمر هكذا حتى تم عمل شراكة مع الفيفا لدعم المشروع ضمن مشروعات الهدف في كل أرجاء العالم.
الفيفا في إعلانه منذ شهرين أكد أنه دعم المشروع بملايين الدولارات وطبعا الدولة ممثلة في اتحاد الكره دفعت هي الأخرى ملايين الجنيهات حتى أصبح حقيقة على أرض الواقع.. نعم مقر خيالي وملاعب ونظام يفتح النفس يوم أن تم افتتاحه في آخر أيام لجنة المهندس أحمد مجاهد …ثم ماذا؟!
اتحاد الكرة رفض الانتقال للمقر الجديد رغم أن المقر الجديد مفخرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبقيت أجزاء بسيطة ليصبح أفضل مشروع هدف على مستوى العالم.. تبقي فقط تجهيز الغرف الفندقية لاستضافة المنتخبات الوطنية.
لم يتحرك أحد وأوشكنا على السنة الثالثة وفي عرف المهندسين فإن الأمر يحتاج إلى صيانة كل يوم للحفاظ عليه.. المنتخبات الوطنية في مختلف الأعمار السنية تعاني من قلة المعسكرات نظرا لارتفاع التكاليف وظهر ذلك على نتائجها في جميع الأعمار السنية لأن هناك من يريد السمك مقليا ومشويا على الجاهز؟!
فندق المنتخبات الوطنية
عندما أعود بالزمان سنوات للوراء وأتذكر ريادتنا الكروية عربيا وأفريقيا لا أندهش لأنه كان في هذا الوقت رجال سبقوا عصرهم في التخطيط والإعداد.. اتحاد الكرة مع الدكتور عبد المنعم عمارة اتفق على إقامة مقر للمنتخبات الوطنية أسفل حمام السباحة بإستاد القاهرة الدولي لاحتضان منتخبات الناشئين والشباب ومنه ظهرت أعظم الأجيال في الكرة المصرية.
مطعم إيه !! ووسائل ترفيه إيه !! وقاعة محاضرات وكل الظروف مهيأة لتحقيق إنجاز وعندما استمع إلى الدكتور علاء عبد العزيز الذي كان مشرفا على الفندق انبهر بما كان يحدث في تسعينيات القرن الماضي.. تعرف أن البطولة الوحيدة التي فزنا بها على مستوى 17 سنة في بتسوانا 97 لأول وآخر مرة في تاريخنا كانت نتاج هذا الفندق وتلك المعسكرات.. تعرف أن الميدالية الوحيدة التي فزنا بها والفريق الوحيد في تاريخ مصر صعد منصة تتويج في الفيفا كان منتخب الشباب مواليد 81 الذي كان يقوده الكابتن شوقي غريب في مونديال الأرجنتين 2001.. ومنتخب الشباب مواليد 2003 الذي فاز بالأمم الإفريقية للشباب.. وهذا الخليط هو من صنع بطولات 2006 و2008 و2010 وكان مع الدكتور علاء عبد العزيز ومعه الكابتن كمال حافظ متعهما الله بالصحة والعافية.
لكن الآن كل شيء تغير حتى الإمكانات التي لدينا لا نستغلها وبدلا من تجهيز 50 غرفة فندقية داخل مشروع الهدف لخدمة المنتخبات أصبح المقر مثل البيت (الوقف)
نعم البيت الوقف ولا أحد يستفيد من أكثر من ثلاثة مليارات جنيه هي أقل قيمة لهذا المشروع لأن هناك من يستفيد من حجز فنادق ومطاعم وخلافه.
يا عالم أرجوكم ومن فضلكم وفروا المناخ الصالح لمنتخبات الناشئين والشباب حتى تكون ذخيرة للمستقبل ليس شرطا أن يعسكر الناشئ في فندق خمسة نجوم بل يحتاج إلى رعاية وتثقيف.
ما زلت أتذكر الدكتور عمارة عندما كان حريصا على عمل محاضرات في أساسيات اللغة وفنون الإتيكيت لهواء الصبية الصغار حتى يعرف كيف يتصرف في الخارج بدلا من البلاوي التي نسمع عنها في كل بطولة.
أرجوكم …السمك كثير في البحر لكن الأهم من السمك هو من يعرف كيف يمسك السنارة والشباك ويصطاد.. طبعا كلامنا في الهواء لأن العباقرة لا يحبون أن يستمعوا لنصيحة.
كلمة أخيرة
بدلا من خطابات وزارة الشباب والرياضة إلى اتحاد الكرة وتوقيع عشرة من كبار المسئولين في الوزارة من أجل استجداء اتحاد الكرة من أجل تنفيذ قرار رئيس الوزراء بتخفيف الأحمال الكهربائية وإقامة المباريات نهارا كان الأوفر أن يحدث الوزير أو رئيس الوزراء الحاج عامر حسين حتى يتكرم ويوافق على طلب تخفيف الأحمال بدلا من خطابات رايحة وخطابات جاية وفي النهاية مواعيد المباريات كما هي.
ويبقى للحديث بقية إن كان في العمر بقية