تواجه إسرائيل إدانات دولية واسعة، بعد أن استهدفت مخيمات النازحين في حي تل السلطان في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 45 فلسطينيا مدنيا وإصابة أكثر من 200 آخرين، حيث اندلعت الحرائق في الخيام البلاستيكية.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن الغارة الإسرائيلية استهدفت مدينة الخيام المزدحمة في حي تل السلطان في رفح، والتي كانت تؤوي الأشخاص الذين فروا من القتال في أماكن أخرى في غزة.

إسرائيل تواجه الغضب العالمي بعد مجزرة رفح

وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن كافة المحاولات الإسرائيلية لتبرير الأمر لم تجد أي صدى، حيث جاءت الغارة بعد يومين من أمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بـ "الوقف الفوري". لهجومها في جنوب مدينة غزة ما أثار موجة من الانتقادات الدولية.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "غاضب من الضربات الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل العديد من النازحين في رفح".

وتابع عبر تغريدة له عبر منصة X: "هذه العمليات يجب أن تتوقف، لا توجد مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين، أدعو إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي ووقف فوري لإطلاق النار".

وقال وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو إن "الشعب الفلسطيني يتعرض للضغط دون أي اعتبار لحقوق الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين لا علاقة لهم بحماس، لم يعد من الممكن تبرير ذلك".

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن "الصور المدمرة" التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على رفح كانت "مفجعة".

إدانات حزبية وبرلمانية لمجزرة رفح الفلسطينية: تضاف للسجل الدموى لجيش الاحتلال

وأضافوا أن لإسرائيل الحق في "ملاحقة حماس"، لكن "يجب عليها اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين".

وقالت ميلاني جولي، وزيرة الخارجية الكندية: "إننا نشعر بالرعب من الضربات التي قتلت مدنيين فلسطينيين في رفح".

وأدانت الدول العربية، وخصوصًا مصر وقطر والمملكة العربية السعودية، الضربة الإسرائيلية، وحذرت قطر من أنها قد تعرقل محاولات التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين؟

واتهمت مصر إسرائيل بـ"استهداف المدنيين العزل"، ووصفت الغارة بأنها انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): "غزة هي الجحيم على الأرض الصور التي التقطت الليلة الماضية هي شهادة أخرى على ذلك".

وطالب دبلوماسيون أوروبيون إسرائيل بالامتثال لأمر محكمة العدل الدولية في أعقاب الغارة على رفح.

وقال جوزيب بوريل، كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "إنني أدين هذا الهجوم بأشد العبارات، هذا يثبت أنه لا يوجد مكان آمن في غزة".

وأمرت محكمة العدل الدولية يوم الجمعة إسرائيل "بالوقف الفوري لهجومها العسكري وأي عمل آخر في محافظة رفح قد يفرض على المدنيين الفلسطينيين في غزة ظروفا معيشية يمكن أن تؤدي إلى تدميرها المادي كليا أو جزئيا".

وقال بوريل: “للأسف، ما رأيناه في الساعات الماضية هو أن إسرائيل واصلت العمل العسكري الذي طُلب منها وقفه".

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن قرار محكمة العدل الدولية جاء تتويجا لأسبوع من الانتكاسات الدبلوماسية لإسرائيل، قالت خلاله ثلاث دول أوروبية إنها ستعترف بفلسطين، وسعى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، فضلا عن ثلاثة من قادة حماس.