الرأي العام
رئيس مجلس الإدارةد. تامر قبودانرئيس التحريرخالد طاحونمدير التحريريوسف قبودانرئيس مجلس الإدارةد. تامر قبودانرئيس التحريرخالد طاحونمدير التحريريوسف قبودان
الصحة تهنئ الدكتور إيهاب هيكل ومجلس أطباء الأسنان...إعلان مهم من الاستخبارات الأمريكية بشأن تورط بوتين في قتل...وزير التعليم العالي يتفقد الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجياحل أزمة قطع الكهرباء في هذا الموعد.. وهؤلاء يعاقبون بالحبس...كلية الآداب تقدم مسرحية دراما الشحاتين علي مسرح مكتبة الإسكندريةالسيسي يشيد بالتجهيز المميز للأكاديمية العسكرية المصريةالأهلي يضمن الحصول على مليوني دولار بعد الفوز على مازيمبيتحرك برلماني بشأن عدم تطبيق الحد الأدنى للأجور بالمدارس الخاصةالقبض على المتهم بغسـل 35 مليون جنيه بالبحيرةبيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشورقرارات عاجلة بشأن امتحانات الشهادة الإعدادية 2024الجيزة ترفع 7000 طن مخلفات بجوار الطريق الدائري (صور)
مقالات

د.حماد عبدالله يكتب: نعم.. يا حبيبى.. نعم !!

الرأي العام

"أنا بين شفايفك نغم –أيامى قبلك ندم –وأيامى بعدك عدم.. عدم.. ياحبيبى" !!
كل هذه الأحاسيس والمشاعر الجميلة –والتشبيهات المستحيلة الحدوث إلا فى الأحلام الرومانسية –والتى لا أعتقد أنها تعيش بيننا الأن –إلا فى أساطير إذاعة الأغانى المصرية –من خلال أغانى زمان..
ولعل وجه الإستغراب فى أن تكون مثل هذه المعانى لا تستخدم فى عصرنا الحالى السريع الحركة –والمتقلب الأوضاع –والمتغير فى "الأمزجة" –هو تعبير أكيد عن إختفاء الصدق فى العلاقات الإنسانية –ويظهر ذلك من خلال مبالغات شديدة فى الإحتفاء بعقد قران –نراه على صفحات مجلات متخصصة للصور المسجلة فى حفلات الزواج –وأعياد الميلاد وغيره من مناسبات –وكثير من هذه الإحتفالات يعقبها بزمن بسيط أخبار على صفحات النميمة –عن طلاق –ومن كثرة هذه الحالات –إبتدع المصريون المحدثون بمناسبة الطلاق –حفلات –فيقال أننا مدعوون على حفلة طلاق (فقوس من فقوسه) !!
وأعتقد أن المجلات المتخصصة سوف تسجل لقطات السعادة التى تصاحب هذه الظاهرة المجتمعية فى مصر –ونرى بعض السعادة وبعض الشماته –ولكن الشيىء الوحيد الذى قد تأكد إختفائه هو مشاعر الحب الصادق –التى تغنى بها عبد الحليم حافظ –وأم كلثوم –وعبد الوهاب –ونجاة –وغيرهم من تراثنا الفنى الرائع.
وقد إنعكست الحالة المزاجية المجتمعية على أداء فنانين وفنانات هذا العصر –فنرى أن عيون بيروت –أصبحت هى المتوجه على عرس الفن المسمى "بالطرب" أو المسمى "بالكليبات" أو المسمى "بالشبابيات" –أو أى شيىء لا علاقه له بأى إحساس أو مشاعر إنسانية –وكأن المؤدى أو المؤدية ـأخذت (شمة هيروين) أو (كورس بانجو) –وكذلك المتلقين لهذا النوع من الأداء-فالحالة متكاملة بين (مؤدى ومتلقى ) !!
ولعل ذلك يذكرنى –بهجوم قد حدث على سيدة الغناء العربى فى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات حينما قام أحد الصحفيين ممن يفتقدوا الإحساس بغناء أم كلثوم (وهذا حق وليس فرض) إلا أن هذا الصحفى الكبير (الله يرحمه ) إتهم غناء أم كلثوم على أنه مشجع (للحشاشين) حيث كان حفل أم كلثوم فى أول خميس من كل شهر فى موسم الشتاء-ومن الساعة العاشرة مساءًا يصدح صوتها على الهواء مباشرة من أحد دور المسرح الأزبكية أو قصر النيل –إلى العالم العربى –الذى يختلف فيه المتلقون (والسميعة) كل بطريقته..
وكانت أهم طريقة للإنصات والإستماع والإستمتاع بأم كلثوم –أن يجتمع الأصدقاء(بعض الأصدقاء بجانب الراديو –وفى حوزتهم (الجوزة ) (والكراسى) (والمعسل )وتقريص(الحشيش) المحترم..
وبين الدخان الأزرق –وكلمات أحمد رامى وموسيقى رياض السنباطى وشدو أم كلثوم –
"غلبت أصالح فى روحى.. عشان ما ترضى عليك "
إلى أن تصل بشدوها إلى..
"وإزاى أقولك.. كنا زمان.. والماضى كان فى الغيب بكره
واللى إحنا فيه دلوقت كمان.. هيفوت علينا.. ولا ندرى "
وإتهمت أم كلثوم بأنها تسبب حالة من الغيبوبة حيث قال الكاتب (ولأمر ما تلتقى فى بلادنا العربية ظاهرتان.. الإعجاب المدهش الغريب بأم كلثوم –والإقبال على الحشيش –مع ملاحظة التأثير الواحد الذى تحدثه أم كلثوم والمخدرات... الغيبوبة )
وهب كل محبى أم كلثوم وعلى رأسهم المرحوم الرئيس (جمال عبد الناصر) للدفاع عن القيمة –وعن التراث المستقبلى (فى ذلك الوقت) عملًا لحساب اليوم.. فحتى الأن –أسعدتنا على إختلاف الأعمار والأجيال –والمهن والظروف –كانت سعد أيامنا وأفراح ليالينا..
حينما تشدو أم كلثوم فى أجواء مكان مغلق على شخص –فإنك إن عشت حبًا أو ألمًا أو فراقًا أو إنتميت لوطنك –فإننى أراهن على مدى يقظتك من غيبوبة –دون حشيش!!

مقالات

مقالات